يـنـكـسر خـجـل الحـروف عـلى نـقـاء الصـفـحـات، فــتـتـوارد الأفـكار ونـمـسك بخيط الكلام ومـع حياكة عالم جديد أبعثر بين أيديكم حفنةً من الكلمات قبل الرحـيل.

 

هـا هي الساعة تحين لتنتزعنا من بين ذكريات عشناها، أيامٍ قضيناها في رحاب هذا البيت العتيد، الذي سطّر في قلبي سعادة ستختتمها همسة الوداع.

 

ها هو الجرس الأخير يدق معلنا انتهاء آخر حصة مع نغماتٍ محملّةٍ بذكرياتِ أجمل الأيام وأروع صداقات العمر، فاليوم نوّدع قطار عمرٍ قد مضى ونقف وقفةً تستحق التبجيل في يوم محفلنا، ففي مثل هذا اليوم من كل عام ترسو بواخر الوداع لتحمل قلوبًا يعّز عليها الفراق، والأيادي تلّوح سلامًا للأحبة الذين حُفرت صورتهم في الذاكرة.

 

وفي هذا المقام لا يسعنا إلا أن نرفع القبعات وننحني إجلالا لأولئك الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية البناء والإعداد، بناء جيل يسعى للتحدي والمغامرة، منحتمونا الحب والثقة وعلمتمونا أن العلم َ سلاحٌ ونور، ستظل كلماتكم نورًا في دربنا وسيظل الاشتياق يحلّق أمامنا، لكم منا عظيم شكرنا وامتناننا واعلموا أن الأبجدية تضيق عن إيجاد كلمات الشكر والعرفان والتقدير.

 

مديرَنا الفاضل لا املك إلا أن أقدم لك باقة من كلماتِ الشكر والثناء أمام زخم عطائك وتميزك الرائع، كنت لنا أبــًا عطوفــًا، أوقدت فينا شموع الأمل والطموح، زرعت في رحابنا أحلاما كبيرة وعلمتنا حب الحياة، أبقاك الله قائدًا للمسيرة وراعيًا لهذا الصرح الكبير.

 

زملائي وزميلاتي كيف للقلب أن ينسى أياما أحبتها النفس، أيامَ المرح والأنس؟ لن أنسى تلك الأيام التي جمعتنا، فستظل في الحنايا ذكريات ٍ عذبة.

 

أعزائي.. انشروا الأشرعة وأبحروا معطـّـــــرِين المدى واجعلوا في كل ناحيةٍ للعلم صدى، واعلموا أن الشمس لا تغرب من ناحية إلا لتشرق من ناحية أخرى، والصخرة التي تعترض طريق الضعيف وتصده وتقعده بعيدًا عن غاياته ابدَ الدهر، هي ذاتُها الصخرةُ التي تعترض ُ طريق القوّيِ فيلقي بفتاتها في حفر الطريق ليجعلهُ ممهدًا سوّيا.

 

أيها الخريجون المنطلقون نحو آفاق المستقبل ومساحات الغدِ المشرق، الراكبون على أشعة الطموح والعازمون على مواصلة ِ المسير، اعلموا أن هذا المركبَ يسير بخطى واثقةٍ بفضل ملاكَـيْن حارسَيْن، تجندا لرعايتنا وقدما لنا كل الحب والعطاء والرعاية، فلكل الآباء والأمهات ارفعُ أسمى كلمات الشكر والتقدير والامتنان، لكم منا الحبَ والوفاءَ أبدَ الدهـر، فانتم ما زلتم شمعة َ الطريــق.

 

الطالبة هيا دفراوي

الثاني عشر "أ"