جودة وعطاء
نحتفل وإياكم في هذا العرس الكبير، هذا الفرح العميق والواسع، بتخرج الفوج الثامن والخمسين وبتوديع أربع مائة واثنتين وثلاثين زهرة يانعة من حضن هذا البستان العامر الزاهي بأزاهره، المثقل بثماره المعسلة، المشع بمئات قناديله والمضيء طريق الحياة بأقماره، أقماره رسل التربية.
زهرات هذا الصرح، العابرات إلى رحاب الحياة الواسعة، هن ثلثا هذه الباقة، هذا الفوج الأكبر عدداً عبر كل تاريخ المدرسة، ومن الأكبر في البلاد.
سلم الارتقاء صعدناه، وأكدنا للمتابعين لمسار ارتقاء وتقدم المدرسة محليًا وقطريًا، وللذين لا يهتمون، ولا يعلمون، أو يتجاهلون، أو لا يفقهون بالتربية والتعليم شيئاً، أكدنا لهم جميعًا بأننا دحضنا الادعاء القائل بان اتساع المدرسة وكبرها يأتي على حساب جودة التعليم والانضباط والجو التربوي التعليمي فيها. أثبتنا العكس تمامًا، ازددنا نجاحًا، وارتقى المناخ التربوي وتعمقت المحبة بين جميع أبناء هذا البيت العامر الدافئ . كلما اتسع وكبر هذا الصرح الوطني الإنساني، كلما اتسع حبًا، وارتقى علمًا، وارتفع اسمًا وامتلأ عزةً وكرامةً، وجاد عطاءً، ونال جوائزًا، وعمق قيم النجاح والاحترام والمودة، وساهم في خلق مناخ تربوي سليم نباهي به مدارس البلاد جميعًا.
حصدنا الجوائز من وزارة التربية والتعليم:
- لأفضل إدارة مدرسية
- لأفضل هيئة تدريسية وطاقم تجريب تربوي
- لأفضل أبحاث ومشاريع بيئية
- لأفضل مركز تعليمي لتعميم التجربة
- لأفضل برامج التعايش مع ثقافات مختلفة محليًا وعالميًا
- لأفضل من يقدم أبحاث بمستوى خمس وحدات جديدة، جودة وعدداً
في المجال التحصيلي:
* تقدم ملحوظ في نتائج البجروت، والوصول إلى نسبة تفوق معدل الوسط العربي وأعلى من المستوى الإسرائيلي، لا نمنع أو نحرم أحدًا من التقدم لامتحانات البجروت.
* من الأفضل قطريًا في موضوع الكيمياء، الحاسوب والفيزياء.
* نسبة النجاح في جميع التخصصات ما يقارب مائه بالمائة (بيولوجيا، علوم البيئة، الاتصال، علم الاجتماع).
* لا يوجد فروق بين العلامة الواقية وعلامة البجروت.
ما يميز هذا العام الدراسي هو تحول المدرسة والمركز التعليمي التجريبي، التي تديره د. سهير بشارات، إلى مكان تؤمه الإدارات والهيئات التدريسية، والمؤسسات التعليمية الجامعية، وخبراء التربية والتعليم، والمفتشون وممثلو الوزارة للاطلاع على نجاح التجريب التربوي والاستماع إلى الطلاب، بهدف الاستفادة والتعليم من التجربة التربوية وتعميمها على الآخرين. نعمل اليوم، وبالتعاون مع البلدية ووزارة المعارف وقسم التجريب فيها، على وضع خطة تربوية تحمل رؤيا واسعة لجهاز التربية في مدينة الناصرة.
يقف خلف هذا الرصيد الثمين أسرة تدريسية مهنيه، راقية، معطاءة بلا حدود، مفعمة حبًا ومودة وتآخيا للطلاب ولبعضهم البعض، ودافعية ونشاط مميز، ورؤيا تربوية هادفة وواضحة، وصدراً دافئًا رحبًا لأبنائكم... أبنائنا، وصبرًا على الهم والمسؤولية وأعباء المهمة الذي لا يحتمله الصبر نفسه أحيانًا، ان الأمومة والأبوة الراعية الحاضنة لفلذة أكبادكم، هي حقاً رسالة التربية والتعليم ,هي صفة المربين أنفسهم، رسل التربية.
اعزائي الطلاب والطالبات:
سلام معطر بعصارة جهود المربيات والمربين إلى أطيابنا أبنائنا المنطلقين من جوانح هذا الصرح إلى فضاء الحياة الواسع. تنطلقون وملامحكم السمراء تبقى تجول في مخيلتنا. تغدو وتروح. تزاحمها ملامح السابقين. تشق الحياة بالمشقة والكد وبدوافع العزيمة والإصرار، التحدي والتفاؤل بعيداً عن الانغلاق والتعصب والعنف نحو آفاق التنوير والتسامح والإنسانية. نحو الأمل الواسع نحو الحب، والسلام.... والسلام...
باحترام
فيصل طه - مدير المدرسة |