في كل عام وفي 29 أكتوبر تحل ذكرى مجزرة كفر قاسم التي ارتكبتها ثلة من حرس الحدود الاسرائيلي في التاسع والعشرين من أكتوبر سنة 1956، وراح ضحيتها 49 شهيدا بين طفل وشيخ وشاب وامرأة...
وكعادتها في كل عام، تقوم مدرسة الجليل التجريبية باحياء ذكرى مجزرة كفر قاسم كل سنة، ايمانًا منها ان احياء هذه الذكرى يشكل خطوة تربوية تهدف الى تعميق مسيرة الانتماء الى شعبنا الفلسطيني والى هذه الأرض، في وقت يسعى فيه الآخرون الى محو ذاكرتنا واستئصالها من جذورها التاريخية، الوطنية والحضارية...
وفي هذه السنة قامت مجموعة من طلاب المدرسة ومعلميها بزيارة النصب التذكاري للشهداء في بلدة كفر قاسم، ووضعت أكاليل زهور احياءً لذكراهم وقراءة الفاتحة على أرواحهم... بعد ذلك انتقل الطلاب الى قاعة لسماع شرح مفصل عن المجزرة من قبل السيد جمال نمر فريج (ابو ايوب 67 عاما)، أحد الناجين بأعجوبة من رصاص الجيش الاسرائيلي والتي ما زالت وقائع وأحداث المجزرة راسخة في ذهنه، أخبرنا عن المشاهد الرهيبة التي شهدتها عينه آنذاك، وكيف تم قتل سكان القرية دون ذنب اقترفوه...
بعد انتهائه من سرد وقائع المجزرة، قام طلابنا بتوجيه الأسئلة الى السيد فريج، وعندما سأله أحد الطلاب عن شعوره في الذكرى الثامنة والاربعين للمجزرة"، أجاب: "عندما يحل شهر اوكتوبر من كل عام تعود بي الذاكرة الى عام 1956 فلا استطيع النوم وأقضي الليل باكيا، منذ ذلك اليوم لا استطيع الوقوف على رجلي أكثر من 10 دقائق متواصلة".
على سؤال "هل تعتقد ان احداث مجزرة كفر قاسم قد تعود مرة أخرى؟"، أجاب: "لا أشك في ذلك في الوضع الراهن، ان ما يحصل في غزة الآن هو حلقة من سلسة المجازر التي ما زالت ترتكب يوميا بحق شعبنا، وان ما يحصل في غزة ليس بأقل مما حصل في كفر قاسم عام 1956".
الطالبة سندس كنعان (الحادي عشر "ج") قامت بإلقاء كلمة باسم المدرسة طلابا ومعلمين. قالت فيها: ان هذه الذكرى تزيدنا اصرارا وعزيمة على التشبث بوطننا وأرضنا، وأن مدرسة الجليل تدأب في كل سنة الى احياء هذه الذكرى لكي تبقى خالدة في ذاكرتنا وذاكرة الاجيال القادمة الى الابد.
هذا وقد قام مجلس طلاب ثانوية كفر قاسم بتحضير برنامج خاص بهذه المناسبة، شمل: القاء كلمات، اشعار وتلاوة قرآن... وفي النهاية شاهدنا فيلما وثائقيا يحوي شهادات لأشخاص شهدوا وقائع المجزرة...
|