تحتفل مدرسة الجليل الثانوية التجريبية، وللسنة الخامسة على التوالي، بمشاريع المجتمع المدني لصفوف العاشر. لقد أصبح هذا الاحتفال تقليدًا سنويًا في حياة المدرسة الثانوية البلدية ومناسبة مهمة جداً، حيث من خلالها تنعكس الجهود التي تضافرت فيما بينها خلال سنة تعليمية كاملة، لكي تُخرج إلى النور مشاريع تعتبر علامة مميزة تنفرد بها مدرستنا من بين المدارس العربية واليهودية الثانوية في البلاد.
فكرة مشروع المجتمع المدني هي وليدة مجهود كبير شارك فيه مدير المدرسة وطواقم مختلفة من المعلمين والهيئة التدريسية، ليصبح فيما بعد أمراً أساسيًا في المجهود التعليمي الذي يقدمه طلاب صفوف العاشر خلال السنة الدراسية.
ضمن هذا المشروع يقوم الطلاب بمسح شبه كامل للمشاكل التي يواجهها مجتمعنا وعلى جميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والعادات والتقاليد، ومن ثم يقومون باختيار إحدى هذه المشاكل ليجرون عليها الأبحاث، ويقومون بدراستها بمستوى أكاديمي مع تقديم اقتراحات للحلول واستخلاص النتائج، كل ذلك يتم بمجموعات مكونة من أربعة إلى ستة طلاب. يلتقون فيما بينهم خارج المدرسة لإجراء المقابلات والبحث في المكتبات والإنترنت، ومن ثم يقدمون المشروع على شكل كتاب مع اقتراح عملي لتكملة المشروع فيما بعد.
يتطلب المشروع مجهوداً كبيرًا من الطلاب والمعلمين كمرشدين، وفيه يتعرض الطالب لأمور تدعم شخصيته وتوفر له التحدي والشجاعة في مواجهة المشاكل والبحث عن حلول لها، بل ويعرف جيداً أن الإتكالية والخمول وموقف "حيّد عن ظهري بسيطة" هي أمور في غاية السلبية والضرر ولا تجلب لصاحبها إلا الخيبة والفشل، ويعرف أيضاً أن الفعالية والتفاعل هي أمور في غاية الإيجابية وتجلب لصاحبها النجاح والتقدم والاحترام.
خلال العروض التي تمت في المدرسة بتواريخ 5/29 و 6/4 و 6/16 شارك الكثير من الأهالي وبنسبة كبيرة والبعض منهم كانوا شركاء في المشاريع وهو أمر تشجعه المدرسة جدًا وتعتبره أمرًا يوثق علاقة المدرسة بالأهالي وعلاقة الأهالي بالمعلمين وبأبنائهم، بل وتعتبره أمراً مهمًا جداً حتى أن البعض منهم طلب الاشتراك في العرض فكان الأمر رائعاً إلى ابعد الحدود.
كانت المشاريع في هذه السنة كثيرة ومتنوعة جداً وتم بحث الكثير من الأمور الملحة، مثل: العادات والتقاليد، استعمال الانترنت، القتل على خلفية ما يسمى شرف العائلة، مدينة الناصرة والسياحة، أغذيتنا بين الفائدة والضرر، المسن ومساعدته، أمراض منتشرة في الناصرة والقرى المهجرة والكثير الكثير من المشاريع.
كانت العروض احتفالية وأضفى اشتراك الضيوف وممثلي الجمعيات والأهالي، عليها الكثير، وجعلنا كمرشدين وهيئة تدريسية نؤمن أكثر وأكثر بأهمية هذه المشاريع وما تعطيه لطلابنا من الفهم والوعي والتقدم نحو الأفضل.
| 
