بدعوة من لجنة المعارف في الكنيست، تم عرض ومناقشة المشروع المدرسي الذي بادرت إليه وطورته مدرسة الجليل الثانوية في الناصرة خلال السنوات العشر الماضية والذي حقق نتائج كبيرة في حياة المدرسة من حيث الأجواء التربوية ومن حيث التحصيل العلمي. وقد حضر الجلسة ممثلون من لجنة المعارف البرلمانية برئاسة د. عنات فيلف ومفتش المدرسة، خالد حجازي ومديرة المشروع في المدرسة د. سهير ريحاني بشارات، التي قدمت استعراضا حول ماهية المشروع.

 

وفي استعراضها ذكرت د. ريحاني بشارات ان المشروع هو بمثابة نموذج علمي لإكساب الطالب القدرة على المبادرة المجتمعية وتعزيز الروح القيادية المجتمعية لديه ومن جهة اخرى تعميق انتمائه وعطائه للمجتمع. حيث يتم هذا المشروع من خلال برنامج منهجي يكتسب الطالب من خلاله مهارات البحث النظري والميداني.

 

وأكدت د. بشارات أن الطاقم التجريبي في المدرسة هو من قام بتطوير البرنامج لوحدة بجروت خاصة الزامية بطلاب المدرسة. ومن خلال دمج الطلاب في المشروع، يقوم الطالب بتشخيص حاجات تعنيه، غير محققة في المجتمع، ومن ثم يقوم ببحث نظري حول هذه الحاجة والإطلاع على الحلول القائمة في مجتمعات أخرى. وفي المرحلة التالية يقوم الطالب بطرح حلول تلائم ظروف مجتمعه، وذلك بإعداد بحث ميداني يجريه الطالب، من خلال خروجه للمجتمع وتنفيذ البحث بشكله العملي، بالمقابلات واستطلاعات الرأي وغير ذلك.

 

وأكدت د. بشارات في كلمتها ان البرنامج قد منح الفرصة للتواصل بين الطلاب والمعلمين، حيث تتم اللقاءات بشكل غير تقليدي، فالمعلم هو الموجّه ويتم التعلم من خلال الحوار في مجموعات صغيرة تمكن الطالب من التعبير عن نفسه وإظهار قدرات لا يستطيع المعلم التوصل إليها من خلال الدرس التقليدي.

 

وأشارت د. بشارات ان هذا البرنامج خلق أجواء مريحة في المدرسة، وساهم في تقليص حاد في نسبة العنف، وهيأ الأجواء لانجازات تعليمية تميزت المدرسة بها خلال السنوات الماضية، من حيث ارتفاع نسبة النجاح في البجروت والتميّز على مستوى الدولة بمبادرات علمية وتربوية.

 

وبدوره أكد المفتش خالد حجازي على أهمية البرنامج وعلى القفزة التعليمية التي تحققت في المدرسة. وتحدث كذلك عن أهمية نقل هذه التجربة المميزة إلى مدارس أخرى، من خلال المركز التجريبي الذي أنشئ في مدرسة الجليل بدعم من قسم المبادرات والتجريب في وزارة المعارف، وأكد على أن وزارة المعارف العمل بروح المبادرة وأن تشجع المبادرات المدرسية المشابهة.

 

وعبرت رئيسة اللجنة د. عنات فيلف عن إعجابها الشديد وتقديرها العميق لهذه المبادرة التي تطرقت للجانب التربوي والتعليمي، وقالت انها ستصدر ورقة توصيات موجهة لوزارة المعارف تبرز من خلالها مقومات هذه التجربة والعبر العامة التي يمكن استخلاصها من البرنامج والتي يمكن الاستفادة منها لتطوير آفاق ورؤى عامة في الوزارة. وعبرت د. فيلف كذلك عن رغبتها بلقاء طلاب من المدرسة للاستماع بشكل مفصل حول المشروع.