 تخيل أنك حصلت على جائزة مالية كبيرة وقمت بشراء الأجهزة التالية: نظام سينمائي بيتي، حاسوب، طابعة، وكل الأجهزة الكهربائية والإلكترونية التي كنت تحلم باقتنائها والحصول عليها.... بعد وضع كل جهاز في مكانه، يأتي دور توصيل هذه الأجهزة فيما بينها بواسطة أسلاك وكوابل. من هنا تبدأ المعاناة، فكلما كان الجهاز متطورا أكثر، تطلب توصيلات أكثر... بكلمات أخرى، لم تعد ترى الجهاز لكثرة الأسلاك والكوابل.
لابد انك تساءلت هل يمكن لهذه الأجهزة أن تتبادل المعلومات والملفات فيما بينها دون الحاجة إلى الربط بينها بواسطة كوابل وأسلاك!! أي بواسطة توصيل لاسلكي... إذا كانت هذه الإمكانية موجودة ومستعملة في الهاتف اللاسلكي، بين السماعة والقاعدة، لماذا لا يمكن تطبيقها على جهاز الـ DVD والتلفزيون؟ أو بين الحاسوب والطابعة وبين باقي الأجهزة الالكترونية في البيت.
تتحدث وسائل الاعلام في الفترة الاخيرة عن تقنية الـ Bluetooth وهي تقنية اتصال لاسلكية، بواسطتها يمكن للاجهزة المختلفة ان تتبادل الملفات دون الحاجة للربط بينها بواسطة أسلاك، فما هي وما سبب تسميتها بهذا الاسم؟
تقنية Bluetooth وتسميتها
فكرة تقنية Bluetooth ولدت في مدينة جامعية صغيرة، تدعى لوند Lund، تمتد جذورها إلى القرن العاشر. وتقع هذه المدينة المليئة بالحياة في جنوبي السويد، حيث بدأت شركة الاتصالات العملاقة اريكسون Ericsson بتطوير هذه التقنية وبمشاركة الجامعة المحلية هناك.
ولكن ما علاقة "السن الزرقاء" بتقنية Bluetooth؟ رغم أن ترجمة الكلمة الى العربية تعني "السن الزرقاء"، إلا انه لا توجد علاقة بين اسم التقنية ومعناها. بما ان فكرة وتطوير هذه التقنية بدأت في مدينة لوند والتي تعود جذورها إلى القرن العاشر، فقد تم اختيار الاسم من تلك الفترة وهو يعود لبطل اسكندنافي "فيكنجي" يدعى هارالد بلوتوث Harald Bluetooth، استطاع آنذاك، توحيد القبائل الاسكندنافية وعزز من إمكانية التواصل بينهم.
 ابتدأ العمل في بناء هذه التقنية سنة 1996، وقد اعترف احد المشاركين في طاقم التطوير، أنها وليدة الصدفة، تماما مثل الكثير من الاختراعات الكبيرة. وقال: إن الفكرة الأصلية من وراء هذه التقنية، كانت صنع سماعة أذن لاسلكية تستعمل في الهواتف المتنقلة... ولكن النتيجة كانت اكبر من ذلك، فقد تم صنع شرائح (رقيقات) راديو الكترونية (radio chips) يمكن وضعها في الأجهزة المختلفة للحصول على اتصال لاسلكي بينهم. ولكي تنتشر هذه التقنية، قامت شركة اريكسون بإقناع شركات أخرى بتبنيها وقامت بطرحها مجانا لكل من يرغب في استعمالها. تشارك اليوم العديد من الشركات العالمية القادرة على دفع هذه التقنية إلى الأمام، نذكر منها: COM3، انتل، IBM، لوسنت، موتورولا، نوكيا وتوشيبا ويطلق على هذه الشركات اسم SIG وهو اختصار لـ Special Interest Group
كل من يرغب في تبني هذه التقنية والانخراط بها يدعى "متبني" Adopter ويبلغ عدد المنتسبين اليوم 2164... إذا أردتم الانضمام لهذه التقنية يمكنكم ذلك من خلال الموقع التالي: www.bluetooth.com
تقنية الـ Bluetooth وميزاتها
إذًا الـ Bluetooth هي تقنية اتصال لاسلكية، تعمل بموجات راديو قصيرة المدى لا تتعدى الـ 10 أمتار، وتتيح هذه التقنية للأجهزة المختلفة المتواجدة في محيط دائرة نصف قطرها 10 أمتار، الاتصال فيما بينها وتبادل الملفات، دون الحاجة إلى الربط فيما بينها بواسطة الاسلاك... وتحوي الاجهزة التي تعمل وفق هذه التقنية، شريحة الكترونية (رقَيْقة) Radio Chip تم تطويرها في مختبرات شركة Ericsson السويدية. بالاضافة الى عدم الحاجة الى الاسلاك، تمتاز هذه التقنية بكونها رخيصة التكلفة ولا تحتاج الأجهزة التي تعمل وفقها لأي تدخل من قبل المستخدم لتجد أنفسها، فهي تقوم بالتحدث إلى بعضها دون تدخل المستخدم.
ماذا في المستقبل؟
في المستقبل القريب، يمكنك الاتصال في البيت والطلب من الـ Micro Wave ان يقوم بتسخين الطعام. وعند انتهائه من مهمته، يقوم الـ Micro Wave بإرسال SMS (رسالة نصية) إلى جهازك المتنقل يعلمك بذلك. يمكنك ايضا ان تتخيل جميع الأجهزة الموجودة في البيت تتبادل المعلومات دون الحاجة إلى الربط بينها بواسطة أسلاك. | 
