:: صفحة البداية :: اســـلاميـــات
في المدرسة
في الموقع
نحن نتعلم
galil PLUS
مشاريع وبرامج

 

 
 
17 رمضان - غزوة بدر - يوم الفرقان
| 22/10/2005 | محمود سندياني - الثاني عشر |

تعتبر غزوة بدر أول مواجهة عسكرية حصلت بين المسلمين و بين كفار قريش، كما و تُعدُّ هذه الغزوة من أشهر الغزوات التي قادها الرسول (صلَّى الله عليه وسلم) ضد الكفار.
 
كانت قريش قد صادرت أموال المهاجرين مع رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) وتربصت للنيل منهم بكل وسيلة، إمعاناً في الصد عن سبيل الله وإيذاء المؤمنين، فأراد المهاجرون إضعافها والضغط عليها من خلال التعرض لقوافلها التجارية التي تمر بالقرب من المدينة في طريقها إلى الشام، وكان المسلمون قد علموا أن قافلة كبيرة يحرسها ثلاثون رجلاً، كانت تحمل أموالاً عظيمة لقريش، في طريقها من الشام إلى مكة وأنها ستمر بهم ، فندب الرسول (صلَّى الله عليه وسلم) أصحابه للخروج لأخذها، فخرج ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً، معهم سبعون بعيراً يتعاقبون على ركوبها، لكنهم أرادوا شيئا وأراد الله غيره قال سبحانه: "وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ " {الأنفال، آية:7}.
 
أهم النقاط في هذ الغزوة
لهذه الغزوة مكانة رفيعة ومتميزة في تاريخ الإسلام إذا ما قيست بغيرها من الغزوات، فقد وَسَمَت المجاهدين الذين اشتركوا فيها بوسام متميز من التقدير والاحترام، وسجل التاريخ بطولاتهم في صفحات مشرقة بحيث صار المجاهد البدري يُعرف بطلاً مقداماً يتمنى المسلمون أن لو كانوا مكانه، فكان يكفي المسلم قدراً آنذاك أن يقال عنه انه بدري. أما السبب في أهمية هذه الغزوة فيعود إلى حجم الانتصارات التي حققها المسلمون في هذه الغزوة بقيادة النبي محمد (صلَّى الله عليه وسلم) من جانب، وإلى التأثيرات الإيجابية التي خلّفتها هذه الغزوة في نفوس المسلمين من جانب آخر، إذ رفعت من معنوياتهم وزادت في إيمانهم، وهزَّت كيان العدو وضعضعت عزيمته، كما وغيّرت وجهة نظر الأعداء إذ صاروا بعدها ينظرون إلى المسلمين أنهم قدرة لا يستهان بها.
 
التسمية
أما سبب تسمية هذه الغزوة ببدر فيعود إلى أن الكثير من الغزوات والحروب سميت بأسماء الأمكنة والبقاع التي دارت عليها المعارك والحروب، ومن هذه الغزوات غزوة بدر التي سميت باسم مكان المعركة إذ أن المعركة وقعت على أرض بدر، وبدر اسم لوادٍ يقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو أحد أسواق العرب وأحد مراكز تجمعهم للتبادل التجاري والمفاخرة، وكان العرب يقصدونه كل عام.
 
عدد المشاركون
أما عدد المشاركين في هذه الغزوة من المسلمين و المشركين فيقدرون بـ 1313 مقاتلا، 1000 منهم من المشركين. و 313 منهم من المسلمين، أما المسلمون فكان 82 منهم من المهاجرين و 230 منهم من الأنصار، وأما الأنصار فكان 170 منهم من قبيلة الخزرج و 61 منهم من قبيلة الأوس.
 
تاريخ وقوع الغزوة
أما تاريخ وقوع هذه الغزوة فقد كان صباح يوم 17 شهر رمضان المبارك سنة 2 هجرية، حيث بدأ القتال بين المسلمين و الكفار بعد زحف الكفار نحو مواقع المسلمين، واستمر القتال حتى ظهر ذلك اليوم ، وعنده كتب الله النصر للمسلمين بعد أن سقط من الكفار 70 قتيلاً و أُسر منهم 70 ، و انجلت الغبرة بهزيمة الأعداء و فرارهم. بعد ذلك أمر النبي (صلَّى الله عليه وسلم) بدفن الشهداء ومواراة القتلى من الأعداء، ثم صلى بالمسلمين صلاة العصر، ثم توجه المسلمون إلى المدينة المنورة وهم فرحين مستبشرين بما كتب الله لهم من النصر وبما رزقهم من الأموال و الغنائم التي كانوا في اشد الحاجة إليها وبما صحبوا معهم من الأسرى.
 
أسباب وقوع الغزوة
أما أسباب إندلاع القتال في غزوة بدر فتعود إلى أن قريشاً كانت تعامل المسلمين بقسوة ووحشية منعدمة النظير مما حدا بالمسلمين إلى الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، لكن قريشاً لم تكُف اليد عن إيذاء المسلمين بل لجأت إلى مصادرة أموالهم و نهب ممتلكاته، واستمرت في مواقفها التعسفية هذه تجاه المسلمين حتى اُخبر النبي (صلَّى الله عليه وسلم) بأن القافلة التجارية الكبرى لقريش المحملة بمختلف البضائع والأموال، والتي تقدر قيمتها بخمسين ألف دينار والمحملة على ألف بعير سوف تمرّ بالقرب من المدينة وهي في طريق عودتها إلى مكة المكرمة قادمة من الشام، عندها قرر النبي (صلَّى الله عليه وسلم) أن يقابلهم بالمثل ويسعى من أجل استرداد شيء مما نهبه كفار قريش من المسلمين وذلك عن طريق مصادرة أموال قريش بالإغارة على قافلتهم ومصادرتها. لكن أبو سفيان الذي كان يترأس القافلة التجارية لما عرف نية المسلمين غيّر طريقه وأرسل إلى قريش من يخبرهم بذلك وطلب منهم المدد والعون، فهرعت قريش لنصرته والدفاع عن أموالهم بكامل العدة والعتاد الحربي و كان عددهم من 900 إلى 1000 مقاتل. وهكذا فقد تمكن أبو سفيان من الفرار بالقافلة إلى مكة ونجا بنفسه وبالأموال التي كانت معه، وأمد الله المسلمين بمدد من الملائكة قال تعالى: " إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ، وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ "{سورة الأنفال، آية: 9-10}. ونصر الله رسوله والمؤمنين رغم قلة عددهم وعدتهم.
 
نتيجة المعركة
كانت نتيجة المعركة مقتل عدد من زعماء المشركين منهم أبو جهل عمرو بن هشام، وأمية بن خلف، والعاص بن هشام، وبلغ عدد قتلى المشركين يومئذ سبعين رجلاً، وأسر منهم سبعون، وفر من تبقى من المشركين تاركين غنائم كثيرة في ميدان المعركة، وأقام (صلَّى الله عليه وسلم) ببدر ثلاثة أيام، ودَفن شهداء المسلمين فيها، وهم أربعة عشر شهيداً، وقد تمت مفاداة الأسرى بالمال ، فعاتب الله تعالى رسوله (صلَّى الله عليه وسلم) لقبوله الفداء. لقد كانت موقعة بدر من المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام، ولذا سماها الله تعالى في كتابه بـ "يوم الفرقان"؛ لأنه فرق بها بين الحق والباطل، وكان لها أعظم الأثر في إعلاء شأن الإسلام وإعزاز المسلمين.


قراءات: 2089 تعقيب أرسل لصديق طبــاعة
 
تعقيبات القراء

لا يوجد تعقيبات!!

 
| صفحة البداية | كلمة المدير | منتديات | أكتبوا لنا | أخبر صديقك | صورة الموقع | جاليرية صور | أفلام فيديو |

Email WebMaster

   

Email School

حقوق الطبع محفوظة
مدرسة الجليل التجريبية - الناصرة