الأخت العزيزة محسنة:
نزولا عند رغبتك واهتمامك بنصائح المربي الجليل خليل السكاكيني لطلابه في كلية النهضة بالقدس عندما نصح طلابه في حفل تخرجهم من الكلية عام 1941، والتي اقتبست بعضا منها في كلمتي لطلابي في حفل تخرج الفوج الـ 58 هذه السنة، ها أنا أنشر النصائح جميعها كما وردت قبل أكثر من 60 عاما لتعم الفائدة على الجميع. إنها نصائح خالدة تنفع لذلك الزمان، وما زالت نافعة لزماننا هذا أيضا.
باحترام
الاستاذ خالد صبحي الزعبي
يقول السكاكيني:
"اذا بمَ أوصيكم؟
سأقول ما يحضرني وأجري على الله، فاسمعوا وعوا:
1. ستجدون من الناس من هم أشبه بالملائكة، ومنهم من هم أشبه بالأبالسة، أما الملائكة فكونوا معهم ملائكة، وأما الأبالسة فالويل لهم منكم!
2. ستجدون من الناس من يسرق ليعيش، ومنهم من يعمل ليعيش، فاذا لقيتم النوع الاول فلا تسلموا على احد منهم قبل أن تعدّوا اصابعكم، واذا لقيتم النوع الثاني فاحنوا رؤوسكم الى الارض اجلالا لهم.
3. حاولوا جهدكم أن ترضوا الناس أجمعين، ولكن اذا كان هناك من الناس من لا يرضيه شيء فليشرب البحر.
4. احترموا كل من يستحق الاحترام ولكن لا تعبدوا احدا. عظّموا من يستحق التعظيم ولكن لا تستصغروا انفسكم.
5. لا تتعدّوا على احد، ولكن لا تسمحوا لأحد أن يتعدّى عليكم.
6. تساهلوا في كل شئ الا في كرامتكم.
7. الحياء فضيلة، ولكن اذا حاول الأشرار ان يستغّلوا حياءكم فلا تكونوا ذوي حياء.
8. الكرم فضيلة، ولكن اذا طمع الاشرار في كرمكم فلا تكونوا كراما.
9. لا تنسوا القاعدة الذهبية، " من علمني حرفا فقد صرت له عبدا ".
10. لا تنسوا تصريف الفعل الناقص مع الضمائر.
هذه كلماتي العشر، فاذا أفادتكم فاذكروني بالخير ورحّموا عليّ، وإذا لم تستفيدوا منها فإن لقيتوني في الطريق فلا تسلموا عليّ، وإذا متّ فلا تمشوا في جنازتي"
خليل السكاكيني (ولد في 23.1.1878 وتوفي في 13.8.1953) أديب ومربٍ فلسطيني. ولد في القدس وتلقى تعليمه في المدرسة الأرثوذكسية. اهتم بالثقافة واللغة العربية، ويعتبر من رواد التربية الحديثة في الوطن العربي. كان عضوًا في المجمع اللغوي في القاهرة، وكان له الأثر الكبير في تعليم وتربية أجيال عدة.
له اثنا عشر مؤلفا: فلسطين بعد الحرب الكبرى، مطالعات في اللغة والأدب، سرّي، حاشية على تقرير لجنة النظر في تيسير قواعد اللغة العربية، لذكراكِ، وعليه قِسْ، ما تيسّر (جزءان)، الجديد في القراءة العربية (أربعة أجزاء)، الأصول في تعليم اللغة العربية (دليلان).
عاش في فلسطين، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، سوريا ومصر. أعتقل إثناء الحرب العالمية الاولى وسجن في دمشق، ثم اطلق سراحه بكفالة مالية والتحق بالثورة العربية الكبرى، وفي طريقه للانضمام إليهم كتب نشيد الثورة العربية وذلك في "إلقريّة" - مسقط رأس سلطان باشا الأطرش.
(بتصرف عن بعض مواقع الانترنت)
ملاحظة: - النطاسي: هو الطبيب الحاذق (الماهر) - نطِسَ: أَدقّ النَّظرَ في الأمور واستقصاها.
|