لقد غادرت الكلمات من افواهنا وبتنا نعجز عن التعبير…
باتت كلماتنا تنقل لنا نعيا لذكريات قد غابت،
وقد تغيب،
وقد تتركنا لسنين…
ايها الطلاب:
ايها المعلمون:
غادرنا…
وهل سنلتقي ذات يوم؟
وهل سيكون في عطر اللقاء ذاك العطر الذي سرقه منا الزمن؟
وهل سيكون الحب واللوعة في الاشتياق؟
نواقيس رفاقي…
دقت نواقيس كنائسها عند الغروب لتودع وتستقبل نهارا جديدا...
اجراس الوداع دقت لتستقبل حشدا جديدا
نودع من وضعتنا بين ضلوعها…
من حملونا لسنوات فوق اهدابهم وداخل اعينهم...
كما الشمس تغادر نهارها نحن نغادر…
كما الريشة تغادر المحبرة الزرقاء الصغيرة نغادر... وهل سنلتقي؟
ومن يدري؟
اصدقائي…
كم ليلة بتّ انظر فيها الى زوايا وركان غرفتي؟
اتخيل قصيدة تكتب لاجلكم
تنعي ذكرياتنا وكلماتنا…
كل ما بقي لنا ان نقف دقيقة حداد على اعوام ذهبت من عمرنا،
كانها صفحات كتاب تطوى ولا احد يعود للالتفات اليها...
سوى قارورة العطر التي سقطت عليها
حانت ساعة رحيلنا…
المشوار ينتهي… هنا فراقنا…
سرير احلامنا انتقل الى رحمة الزمن…
سبق ان سرق منا لقاءنا…
ماذا سنقول؟
لقد غادرت الكلمات افواهنا
ولم تعد سوى ذكرى…
والذكرى لربما تنسى انها قد فرقتنا...
وهل سيتحالف الزمن مع اشقاء تحالف معهم ذات يوم؟
وهل ستعود اوراق اساتذة المدرسة…
جدرانها
وحتى مقاعدها…
تذكر ان الحياة اطفال...
وما زالوا…
يبحثون عن بعض معرفة
وبعض علم...
وذرة اخرى من النجاح…
اذا اتمنى من اساتذتي ان يتذكرونا ولو بابسط الاشياء التي لم تدم لنا
وقد دامت لهم...
* هذه القصيدة قيلت في حفل تخرج الفوج الـ 54 | 
