:: صفحة البداية :: شظايا أدبية
في المدرسة
في الموقع
نحن نتعلم
galil PLUS
مشاريع وبرامج

 

 
 
صرخة يتيم - خاطرة
| 9/7/2008 | زينب دبور - العاشر ''أ'' |
جاء إلى هذه الحياة، وهو لا يدري لماذا؟ ولكن كل ما يعرفه أنه وُلد في غابة الحيرة، لكي يبحث عن ينبوع الإجابات، عله يروي ظمأ أسئلته. وُلد وبيده قلم العذاب، فلم يتردد بأخذ تلك الصفحات التي كانت ملقاة إلى جانبه فارغة السطور، تنتظر أن يُخطّ عليها سيرة حياته. ولكن طال انتظارها حتى أمطرت عليها غيوم الهموم دموعاً غزيرة أتت كغيث مع ريح الشفقة وقد جاء أخيرا الإنسان المناسب الذي انتشلها من بين هشيم الماضي ونفض عنها غبار الحاضر، وبدأ يكتب.
 
لا شك أن طفلاً في الثانية عشرة من عمره يدفعه الفضول إلى إدراك أي مجهول، فما بالكم إذا وُلد هذا الطفل يتيماً؟ ما هو السطر الأول الذي خطُه حبر آلامه على صفحات الشعور؟ هكذا كانت البداية تساؤلاً وحيرة: "من هو المجهول الذي يقف وراء عذابنا؟"
 
سرعان ما حاول البحث عن إجابة أو ربما حاول أن يقف وجها لوجه أمام ظالمه، علّ قاضي الزمان يستيقظ من سباته ويحكم على المذنب بالسجن المؤبد. فأجاب اليتيم:"ربما يكون شبحاً لا حول له ولا قوة، ولكن ضعفنا وهبه القدرة على إذلالنا".
 
يا له من فتىً حكيم رغم ولادته وحيداً بمنأى عن عائلته وأصدقاء، إلا أنني أجد بين سطور إجابته حكمة سليمان أو ربما هي محض تعبير عن مشاعر صادقة، لا ادري!!
 
فجأة وبدون سابق إنذار هبت ريح عاتية، انتفض جسده فوقف وفي عينيه بريق التحدي، ألقى كل ما بيديه وقرر أن يتخذ لسانه حليفا له، سيترجم ما تحوي قرارة نفسه بصدق دون أن يستعين بجماد حقير، بقلم أو ورق.
 
سار وبدأ حواره مع نفسه أو ربما مع مكان ولادته. صاح قائلاً: "لماذا كُتب عليّ السير في طريق الظلام؟ أسير وأتعثر بحجارة العذاب، "والأبلى" من هذا كله أني إنسان مثلكم أيها البشر، الذين ميزكم الله بعقلكم وإحساسكم ولكنكم أصبحتم كالآلات التي تدور دون أن تنتج، هل انتم مرتاحون في حياتكم؟ أنسيتم أمثالي من المظلومين الذين طوت عليهم عجلات الحياة فمزقت صدورهم من الألم؟ هل الذنب ذنبي لأني قد ولدت يتيماً؟ لقد حرمت من اعز الناس في هذه الحياة ولكني سأنوه لكم أن ابتسامة السخرية تظهر على شفتيّ عندما انعت أيام العذاب بكلمة حياة.
 
هل فكرتم بأن ما حدث لي ممكن أن يحصل لأولادكم؟ سألتكم بالله أستحلفكم بأعز عزيز لديكم، فهل كوني يتيما يعني أن تكون الأرصفة بيوتي والشوارع خليلتي بالكاد أجد قوت يومي. أمن الصعب عليكم يا أغنياء العالم أن تمسحوا دمعتي؟ لقد خيرتموني بين العيش بدون كرامة أو الردى، وكما يقول الشاعر: "هما أمران أحلاهما مر". لقد كنت وما زلت ورقة خريف صفراء لا حول لها ولا قوة ملقاة على شوارع الألم التي زلزلها صدى بكاء خارج من أعماق أعماقها، فالزلزال بالنسبة لي ظاهرة طبيعية يومية الحدوث. كفاكم تمردا على مشاعر الإنسانية؟ إلى متى سيستمر الوضع هكذا؟"
 
صرخ بأعلى صوته وكانت الصرخة مدوية ولكن رغم قوتها وجبروتها إلا أنها لم تصل إلى أذان البشرية، ربما لأنها صماء. عندها تهشم قلب اليتيم إلى قطع تحمل عبق الماضي ورائحة الحاضر، ذهب ليعانق الغموض، ليستمع إلى أنين المشاعر. فتناثرت صفحات الشعور وحملتها رياح الزمان لترسلها إلى البشرية، علّها تقرأها صدفة في يوم من الأيام وتُسمع تلك الصرخة.

قراءات: 1773 تعقيب أرسل لصديق طبــاعة
 
تعقيبات القراء

[1] mwafa2a ya zozo benaga7 mawdo3 7elo kteer wegtema3
9/10/2008 16:25:47bent 3amek - a
 
| صفحة البداية | كلمة المدير | منتديات | أكتبوا لنا | أخبر صديقك | صورة الموقع | جاليرية صور | أفلام فيديو |

Email WebMaster

   

Email School

حقوق الطبع محفوظة
مدرسة الجليل التجريبية - الناصرة