:: صفحة البداية :: شظايا أدبية
في المدرسة
في الموقع
نحن نتعلم
galil PLUS
مشاريع وبرامج

 

 
 
ولاحَ الأمل
| 21/6/2008 | أريج عواد - الثاني عشر ''أ'' |
اطبق نهار ذاك اليوم المشؤوم جفونه، ولىّ الضياء وفرش الديجور بساطه، وابتلع البحر قرص الشمس الملتهب، سكنت أجساد الأنام وارتاحت أبدان الورى ليوم من حياة البشر قد مضى بسلام... أما هي فدخلت غرفتها كئيبة الحال، شاحبة الوجه، مغمومة الصدر... التقطت قلمها وأخذت تدون ما يعكر صفو حياتها ويقلق راحتها...
 
كتبت بقلب متفطر وعيون مغرورقة بالعبرات، عيون جفّ منها بحر الدموع، عيون اشتاقت لبريق الامل وروح الحياة... كتبت بكل جوارحها لتصب ألمها على بعض صفحات الورق البالية، ما اعتادت على فعله مرارا علّها تخفف ثقل العبء عن صدرها. كتبت بأسى جامح (أبي لا يفهمني... عفوك ربي، احتاج أبي...)
 
كانت تكتب ألمها وكأنها تشتكي لصفحات الورق سوء حالها وعظيم كربها، فتسمع لها أزيزًا كأزيز الرحى، وكأن العبرات انسجمت مع أنغام الشجن فانسابت دافئة برقة فوق وجنتيها، فكانت مدادا لتلك الكلمات...
 
(والدي العزيز.. أدخلتني لعبة الحياة وما لي في ذلك من خيار... وضعت لي قواعدها وخططت لي دربي، وقلتَ هذا دربِك فاسلكيه، وما كان لي في ذلك الامر من إدراك، فسرت مغمضة العينين ألبي رغبتك ولا أخالف مشيئتك... ذقتُ ما اردتَ وابتعدتُ عن ما أمرتَ... كنت كالملجمة بلجام الصمت والرضا. أسير في سبيل لا أدري منه شيئا سوى انك أنت من رسمه لي، والآن وها قد كبرت ودخلت معركة الشباب. أبي يحق لي أن أقرر أين أتجه وأرى كيف أسير. يحق لي أن أسال حتى عن مساري قبل سلوكه. لم أعد طفلة تحتاج من الكبار خطة لحياتها، فها قد اصبحت منهم... أبي أكره أن أكون كالطائر الكسيح الدائم الحاجة... نعم أبتاه انا طائر قد ربيَّ في عالم محدد ضيق كاد يكسر جناحيه، ولكن وها قد حانت فرصتي، فقد أقبلت على مرحلة اخرى أستطيع ان أطير من جديد وأحلق عاليا... أبي ليتك تدري كم اشتاق للحرية، أشتاق لرسم حياتي، أشتاق لحصاد شيء انا قد زرعته بنفسي حتى ولو كان شوكة قاسية... تأكد أبتاه أنني أستطيع... فقط أرجوك بعض الثقة وقليلا من التفهم... )
 
صمتت قليلا وجمد القلم في يدها بينما الدموع ما زالت تنهمر على وجنتيها، تنهدت بعمق فقد كاد الهم يخنق صدرها، وأردفت: (ما أصعب أن تعيش مقيدا في سجن موحش. حقا إنه شعور مؤلم ان تجد نفسك وحيدا بين اجسام مختلفة بعيدين عنك كل البُعد، وحيدا بأفكارك، وحيدا بعواطفك... أبتاه لعلك لم تدرك كم من الصعب أن تقف منفردا مستوحشا بلا سند أو عون وأنت في اشد الحاجة الى ذلك... نعم أشعر وكأنني افتقد نغمات السرور والبهجة... سئمت أنين المر والأسى... أضحت حياتي ترحة من الاحزان وجعبة من اليأس... ربما اختلطت عليك الكلمات يا أبي، ولكن هي ما اشعر به ولطالما وددت ان ابوح بها فيصمت اللسان عاجزا، والآن وها قد خطت اليد جرح القلب... عساك تفهمني...)
 
توقفت يدها بعد ان جف حبر قلمها شاكيا قسوة ما يمليه على الورق، ولكنها ما زالت تردد بلسانها وقلبها (ليتك تفهمني... ليتك تفهمني...)
 
كانت تلك حكاية شابة، علّها جسدت شريحة من حكايا أترابها، أما الحاجة فواحدة لا تختلف ولو اختلفت حكايا المحتاجين... (التفهم لنبني مستقبلا افضل..)

قراءات: 1225 تعقيب أرسل لصديق طبــاعة
 
تعقيبات القراء

[1] ههه
17/12/2008 16:10:24مهند
 
| صفحة البداية | كلمة المدير | منتديات | أكتبوا لنا | أخبر صديقك | صورة الموقع | جاليرية صور | أفلام فيديو |

Email WebMaster

   

Email School

حقوق الطبع محفوظة
مدرسة الجليل التجريبية - الناصرة