:: صفحة البداية :: شظايا أدبية
في المدرسة
في الموقع
نحن نتعلم
galil PLUS
مشاريع وبرامج

 

 
 
قصيدة نزار قباني في رثاء جمال عبد الناصر...
| 29/9/2004 | أعدها للنشر محمود سندياني - الحادي عشر ''ب'' |
1
قتلناكَ.. يا آخرَ الأنبياءْ
قتلناكَ..
ليسَ جديداً علينا
اغتيالُ الصحابةِ والأولياءْ
فكم من رسولٍ قتلنا..
وكم من إمامٍ..
ذبحناهُ وهوَ يصلّي صلاةَ العشاءْ
فتاريخُنا كلّهُ محنةٌ
وأيامُنا كلُّها كربلاءْ..
 
2
نزلتَ علينا كتاباً جميلاً
ولكننا لا نجيدُ القراءهْ..
وسافرتَ فينا لأرضِ البراءهْ
ولكننا.. ما قبلنا الرحيلا..
تركناكَ في شمسِ سيناءَ وحدكْ..
تكلّمُ ربكَ في الطورِ وحدكْ
وتعرى..
وتشقى..
وتعطشُ وحدكْ..
ونحنُ هنا نجلسُ القرفصاءْ
نبيعُ الشعاراتِ للأغبياءْ
ونحشو الجماهيرَ تبناً وقشاً
ونتركهم يعلكونَ الهواءْ
 
3
قتلناكَ..
يا جبلَ الكبرياءْ
وآخرَ قنديلِ زيتٍ..
يضيءُ لنا في ليالي الشتاءْ
وآخرَ سيفٍ من القادسيهْ
قتلناكَ نحنُ بكلتا يدينا
وقُلنا المنيَّهْ
لماذا قبلتَ المجيءَ إلينا؟
فمثلُكَ كانَ كثيراً علينا..
سقيناكَ سُمَّ العروبةِ حتى شبعتْ..
رميناكَ في نارِ عمَّانَ حتى احترقتْ
أريناكَ غدرَ العروبةِ حتى كفرتْ
لماذا ظهرتَ بأرضِ النفاقْ..
لماذا ظهرتْ؟
فنحنُ شعوبٌ من الجاهليهْ
ونحنُ التقلّبُ..
نحنُ التذبذبُ..
والباطنيّهْ..
نُبايعُ أربابنا في الصباح..
ونأكلُهم حينَ تأتي العشيّهْ..
 
4
قتلناكَ..
يا حُبّنا وهوانا
وكنتَ الصديقَ، وكنتَ الصدوقَ،
وكنتَ أبانا..
وحينَ غسلنا يدينا.. اكتشفنا
بأنّا قتلنا مُنانا..
وأنَّ دماءكَ فوقَ الوسادةِ..
كانتْ دِمانا
نفضتَ غبارَ الدراويشِ عنّا..
أعدتَ إلينا صِبانا
وسافرتَ فينا إلى المستحيل
وعلمتنا الزهوَ والعنفوانا..
ولكننا
حينَ طالَ المسيرُ علينا
وطالت!  أظافرُنا ولحانا
قتلنا الحصانا..
فتبّتْ يدانا..
فتبّتْ يدانا..
أتينا إليكَ بعاهاتنا..
وأحقادِنا.. وانحرافاتنا..
إلى أن ذبحنكَ ذبحاً
بسيفِ أسانا
فليتكَ في أرضِنا ما ظهرتَ..
وليتكَ كنتَ نبيَّ سِوانا…
 
5
أبا خالدٍ.. يا قصيدةَ شعرٍ..
تقالُ.
فيخضرُّ منها المدادْ..
إلى أينَ؟
يا فارسَ الحُلمِ تمضي..
وما الشوطُ، حينَ يموتُ الجوادْ؟
إلى أينَ؟
كلُّ الأساطيرِ ماتتْ..
بموتكَ.. وانتحرتْ شهرزادْ
وراءَ الجنازةِ.. سارتْ قريشٌ
فهذا هشامٌ..
وهذا زيادْ..
وهذا يريقُ الدموعَ عليكْ
وخنجرهُ، تحتَ ثوبِ الحدادْ
وهذا يجاهدُ في نومهِ..
وفي الصحوِ..
يبكي عليهِ الجهادْ..
وهذا يحاولُ بعدكَ مُلكاً..
وبعدكَ..
كلُّ الملوكِ رمادْ..
وفودُ الخوارجِ.. جاءتْ جميعاً
لتنظمَ فيكَ..
ملاحمَ عشقٍ..
فمن كفَّروكَ..
ومَنْ خوَّنوكَ..
ومَن صلبوكَ ببابِ دمشقْ..
أُنادي عليكَ.. أبا خالدٍ
وأعرفُ أنّي أنادي بوادْ
وأعرفُ أنكَ لن تستجيبَ
وأنَّ الخوارقَ ليستْ تُعاد…

 
جمال عبد الناصر
 
قبل أربعة وثلاثين عاماً وفي 28 أيلول من عام 1970 في التحديد، توفي الرئيس جمال عبد الناصر، بعد أن توقف قلبه ولم يعد يقوى على الخفقان. غادرنا زعيم ثورة 23 تموز عام 1952 التي قادها وأدت إلى إسقاط النظام الملكي وتحويل النظام في مصر إلى نظام جمهوريمقاوم للاستعمار وللسياسات الإمبريالية. فخرج ملايين المواطنين إلى شوارع القاهرة العاصمة المصرية يعبرون عن حزنهم العميق لوفاة رئيس جمهورية مصر العربية.
 
ولد جمال عبد الناصر في الإسكندرية لأسرة تنتمي إلى بلدة "بني مر" بأسيوط. نشأ وتعلم بالإسكندرية والقاهرة. تخرج من الكلية الحربية عام 1938 وعين ضابطا بسلاح المشاة في أسيوط . عمل بالعلمين والسودان ثم عين مدرسا بالكلية الحربية. التحق بكلية أركان حرب ثم عين مدرسا بها، واشترك في حرب فلسطين 1948 وحوصر مع فرقته بالفلوجا. قام بتنظيم حركة الضباط الأحرار، وأصبح رئيسا للوزراء في 1954 ووقع مع بريطانيا اتفاقية لجلاء القوات البريطانية عن قاعدة القنال في 27 يوليو 1954. لعب دورا هاما في مؤتمر باندونج 1955 حيث انطلقت دعوة الحياد الإيجابي. في 23 يونيو 1956 أجري استفتاء على الدستور الجديد وتم انتخابه رئيسا للجمهورية. أمم قناة السويس في 26 يوليو 1956 مما أدى إلى العدوان الثلاثي على مصر. افتتح أول مجلس أمة 22 يوليو 1957، وتولى رئاسة الجمهورية العربية المتحدة التي قامت من فبراير 1958 إلى سبتمبر 1961 بين مصر وسوريا. أصدر قانون الإصلاح الزراعي للقضاء على الإقطاع، ووضع حجر الأساس للسد العالي، أصدر قرارات اشتراكية واسعة النطاق في يوليو 1961 منها: تحديد ملكية الأرض الزراعية بمائة فدان للأسرة وتأميم المؤسسات الكبرى ومنح العمال والفلاحين مزايا ثورية. أسس هيئة التحرير عام 1953 ثم الاتحاد القومي في مايو 1957 ثم الاتحاد الاشتراكي سنة 1962. ساند حركات التحرير الوطني في أفريقيا والبلاد العربية، ووضع كتاب في فلسفة الثورة.
 
قال جمال عبد الناصر:
 
لا يمكن أن نقبل السلام بمعنى الاستسلام. نحن نسعى للسلام من أجل السلام ونحن لا نريد الحرب لمجرد الحرب، ولكن السلام له طريق واحد هو طريق انتصار المبادئ مهما تنوعت الوسائل ومهما زادت الأعباء والتضحيات نحن نريد السلام والسلام بعيد ونحن لا نريد الحرب ولكن الحرب من حولنا وسوف نخوض المخاطر مهما تنوعت دفاعاً عن الحق و العدل.
 
إن العدل وحده يصنع السلام الدائم أما القوة فلقد تستطيع أن تفرض لبعض الوقت على موقف معين ولكنها حتى في الأمر الواقع الذي تقيمه أبعد ما تكون عن معنى السلام واستمراره.
 
لقد كان أعظم الملامح في تجربتنا الفكرية والروحية أننا لم ننهمك في النظريات بحثاً عن حياتنا... وإنما انهمكنا في حياتنا ذاتها بحثاً عن النظريات.

قراءات: 727 تعقيب أرسل لصديق طبــاعة
 
تعقيبات القراء

لا يوجد تعقيبات!!

 
| صفحة البداية | كلمة المدير | منتديات | أكتبوا لنا | أخبر صديقك | صورة الموقع | جاليرية صور | أفلام فيديو |

Email WebMaster

   

Email School

حقوق الطبع محفوظة
مدرسة الجليل التجريبية - الناصرة